الأربعاء، 11 أغسطس 2010

"السُّلطَةُ الخَامِسَة "... فُرصَتُنَا الأخيرَة ..(3):تَشَاؤُمٌُ هُنَا... وَ "كيميَاءٌ " هُنَاكَ !!:


تَشَاؤُمٌُ هُنَا... وَ "كيميَاءٌ " هُنَاكَ !!:

- تشَاؤُمُ هُنَا:

"سَيكُونُ مِنَ الغَبَاء أن نُغيِّرَ مِن وَاقِعِنَا وَ نَحنُ جَالسُونَ أمَام أجهِزَتِنَا، نتَرقّبُهَا وَ هِيَ تُرسِلُ لَنَا الفَرجَ في بَريدِنَا الإلِكترُوني".
"أيُّ سُلطَةٍ هَذِه التي يُمكِنُ أن تَتفتّق وَ هِيَ في أُفُقِ مَملُوء بِالمُتَوَحِّدين".
"مُجَرّدُ إطلاَلَةٍ وَاحِدَة عَلى مَن يَجلِسونَ خَلفَ الإنترنت،تَكفي لِتغيِّرَ وِجهَةَ التفكيرِ هَذِه التي تُحَاولُ أن تَشقَّ طَريقاً في البَحر،أو أن تَزرَعَ طَلحاً في الرَّمل".
" الإنترنت بِكلِّ مَا يَحتَويهِ مِن شَبَكَات،وَ في مُقدِّمَتِهَا "الفايسبوك"،مُجرّدُ لُعبَةِ وَسخَة أخرَى تَرميهَا لناَ الصّهيونيّة الشّامِلَة لتَتَلوّث بِهَا أفكَارُ الحَالِمين ،لِذَلكَ الباَب الذي تأتي مِنهُ الريح مِنَ الأفضَل أن نَسدَّهُ وَ نَستَريح".
هَذِه العِبَارَات مُجرَّدُ قَطرَة صغيرَة مِن وَابِلِ الإجَابَات المثبِّطة التي قَد أو بالأحرَى مِنَ المُؤكَّد أنَّهُ سَيُقذَفَ بِهَا كلُّ مَن يُحَاولُ أن يَعتلي المِنصَّة لِيطرَحَ حُزمَة الأسئلَة السّابِقَة ،في بَادِرَة تَستَجدي بَينَ عَلامَات استِفهَامِهَا استِنهَاضًا لِحلُولٍ نَائمَة.
وَ لَعلَّ أحسَنَ دَليلٍ أستَشهِدُ بِهِ في هَذِهِ النُّقطَة، هُوَ الذهُول الذي أصَابَني وأنا أقلِّبُ المَواقَعَ العربيَّة رأساُ عَلى عقِب، عَلى أمَلِ أن أجِدَ مَرجعًا وَاحداً مُنصِِفاً أبني عَليهِ فُصُولَ بَحثي.

َلكن الصَّدمَة أو بالأحرَى الخَيبَة كَانَت دائمَة التجسُد عَلى شَاشَةِ جِهَازي كُلّما كَتبتُ في غوغل جملَةً تَحمِلُ بَينَ ثَناَيَاهَا كَلِمَةَ الفايسبوك.
فللأسَف مُعظَمُ المَوَارِدِ التي كَانَت تُنَاقِشُ مَوضُوعَ الشَّبكَات الإجتماعيَّة في الانترنت بصِِفةٍ عامّة،وَ "الفايسبوك" بِصِفَة خاصّة،كَانَت تستَدعِي فَقَط شَاهِداً وَاحِداً غَيرُ كَافٍ إطلاقاً لإدَانَة المُشتَبَهِ بِه.
وَ الشّاهِدُ هنَا لَم يَكُن سِوى المُؤامَرات التي تُحَاكُ ضِدّنَا ،وَ الفخاخ التي تُنصَبُ في كُلِّ شِعَار يتسلّل إلىَ خَلاَيَا فِكرنَا.
وَ هُنَا يَجدُر التنويهُ إلَى أنّ مَصدَر الخيبَة لَم يَكُن إطلاَقاً بِسبَب هَذِه التحذيرَات،وَ إلاّ لَمَا اختَلَفنَا عَن مَن تُعمي أبصَارَهُم كَثَافَةُ الأضوَاءِ التي يُحدِّقُونَ بِهَا .
بِقدر مَا كَانَت خَيبَتيِ بِسَبَبِ المَنعِ المُطلَقِ الذي فُرِض كَحلِّ وَحيدٍ لاَ نِقَاشَ فيهِ لِتَجَاوُزِ هَذِهِ المَكَائِد.
يَرَى الدكتور"مجدي فكري" أستَاذ الإتِّصالاَت في كُليّةِ الهَندَسَة:
"إنّ الإتصَالاَت بِشكلٍ عَام لَهَا إيجَابِيّاتُهَا وَ سِلبيّاتُهَا وَ المَفروضُ عَلى المُسلِمينَ أن يَتَعَامَلُوا مَعهَا كَمَا يَتَعَاملُون معَ أيِّ شَيء في هَذِهِ الحَيَاة،وَ هُوَ أن يَستَفيدُوا مِنَ الإيجَابِيَات وَ يَتَحَاشُوا السلبِيّات بِمَا يُحقّقُ لَهُم هَدَفَ تَرسيخِ القِيَم وَ المبادئ الإنسَانيّة".
لِيؤكِّدَ بَعدَهَا أنّ إستراتيجيّةَ المَنعِ لَن تُؤتي أكلَهَا في عُقُولٍ أُتخِمَت بالتكنولوجِيا الجَديدَة،قَائلاً:
"وَ مَعَ تِلكَ التَطَورَات التي حَدثَت في وَسَائلِ الإتصَالاَت لَم يَعُد سَهلاً التَّحكُّمُ فيهَا أو فَرضِ مَا يسمَّى بِالمَنعِ أو الحَظر عَلَى بَعضِهَا،فَلَيسَ سَهلاً مَنعُ بَثِّ أي مَوقِع للانترنت ،وَ لَيسَ سَهلاً كَذَلِكَ مَنعُ بَثِّ قَنَاة،وَ لَيس سَهلاً أيضاً مَنعُ الأقمَار الصنَاعيَّة لأي دَولَة مِن التِقَاطِ صُوَر لمُنشَآت أو لِمَواقِع حَيَويَّة أخرَى".
وَ أمَامَ هَذَا الفَقرِ المُدقِع لِلمعلُومَات في السَّاحَة العَربِيّة،كَانَ تَوجيهُ الدفَّةِ إلَى السَّاحَةِ الأجنبيَّة)الفرنسيّة والإنجليزيّة( ضَرُورَةِ مُلِحَّة تَرتَجي الكَشفَ عَن طَريقَة تَفكيرِهم،وَ تَستَقصيِ تَطلُّعَاتِهِم وَ أهدَافِهِم،عَلَى أمَل بِنَاءِ مِضمَارٍ جَديد نَتمَكَّنُ فيهِ مِن خَوضِ السِّبَاق..

- كيميَاءٌ هُنَاك !! :
وَ أولُّ مَا أثَارَ الإنتِبَاه في التّفكيرِ الغَربي هُو مُصطَلَح "كيميَاء التَّجميعَات" الذي نوقِشَ بالتفصيل فيِ كتاب [كيميَاء التجمعَات-alchimie des multitudes]،لِلكاتِبَين الفِرنسيّين "فرانسيس بيساني"وَ"دومنيك بيوتي".
وَ يَتطرّقُ الكَاتِبَان في هَذَا الكِتَاب إلَى قَاعِدَة أنّ "كلّما استَعمَلنَا مُحرِّكَ بَحثٍ بِكَثَافَة ) مِثال:غوغل( ،كُلّمَا تَحسَنَ مَردُودُه بإثرَاءاتِنَا لَهُ ،وَ بالتّالي يَزدَادُ عَدَدُ المُشاركينَ فيهِ بِسبَبِ ثَرائِه".
وَ انطِلاَقا مِن هَذِهِ القَاعِدَة ،يَقول الكَاتِبَان:
"عِندَمَا نَكوُنُ كَثيري التَّفَاعُل،كَمَا هُو الحَالُ في الفايسبوك والتويتر،وَبِوُجَودِ الخاصيّات التي تَمنَحُهَا لَنَا هَذِهِ المَواقِع (التّرابُط وَالمُناقَشَة المَفتوُحَة بَين أو مَلايين الأعضَاء) ،فإنَّهُ يَخلُقُ شيءٌ يَفوقُ إدرَاكَناَ ألا وَ هُو "الذَّكَاءُ الجَمَاعي-intelligence collective""حِكمَةُ الحُشوُد-sagesse des foules" ،وَ هُو مَا نُفضِّلُ أن نُطلِقَ عَلَيه "كيميَاء التجَميعَات-alchimie des multitudes".
وَ يَجدُرُ التَّوضيحُ هُنَا أنَّ هَذِهِ الكيميَاء لاَ يُمكِنُهَا أن تَتَفَاعلَ في المَوَاقِعِ الإلكترونيَّةِ الكلاسيكيّة التي تَقُومُ بتَقديمِ مَعلُومَات مُحدّدَة تَعكِسُ الرِّسَالَة التي رَسَمَتهَا إدَارَة كلَّ مَوقِع لِتعبِّرَ عَن فِكرَة وَاحِدَة لاَ يُمكِنُ للزُوَّار أن يُضيفُوا عَليهَا أيَّةَ أفكَار اخرَى...
وَ نَقصِدُ هُنَا بِالمَوَاقِعِ الكلاسيكيّة ،المَواقِع السيّاسيّة و التعليميّة وَ الإخبَاريّة،التي تَلتَزمُ باهتِمَام وَاحِد لاَ يَحيدُ عَن إطَارِهِ المَرسُوم،وَ قَد أطلِقَ عَلى باقَة هَذِه المَواقِع باسم"web1.0" ، وَ هِيَ الوَحيدَة المُتَواجِدَة في السَّاحَة العربيَّة.
وَ بِذَلِكَ يُوضّحُ صاحبَا الكِتَاب أن ظَاهِرَة "كيميَاء التجميعَات"تتَفَاعَلُ مَعَ جيلٍ جَديدٍ مِن المَواَقِع المَفتُوحَة عَلى أيِّ نَوعٍ مِن المَعلُومَات ،يَكوُنُ فيهَا مُستَعمِلُ الانترنت مُقدِّماً وَ مُتلقِّياً لِلمَعلُومَات في نَفسِ الوَقت.
وَ قَد أطلِقَ على بَاقَة هَذِهِ المَواقِع المَفتُوحَة إسم "web 2.0" لأولِّ مرَّة في سَنَة 2005،عَلَى يد "تيم أوريلي"*.
وَ هُو الجيلُ الذي تنضوي تَحتَ مِظلّتِهِ كلُّ الشبكَات الإجتِمَاعيّة :"الفايسبوك"،"التويتر"،"ماي سبايس"،وَ المواقِع التي تفتحُ أبوابَها لِمُختلَفِ المُدونّات:"الوورد برس"،"بلوجر".
وَ بالرُّجوعِ لِكتاب"كيميَاء التجميعات"،فإنَّ هَذَا الجيل المُسمّى "web 2.0" هُو شَبَكَةُ الغَد التي بَدأت تُهييِّءُ نَفسَهَا لِتَجلِس عَلى عَرشِ السُّلطَةِ المُعبِّرَة عن الشعُوب.

* أرقَامُ مُغريَة...وَ عينٌ علَى الغَد:

قَد يَتَبادَرُ إلَى البَعضُ بَعضُ التسَاؤلاَت كَنِتَاجٍ لمَا سَبَق:
"لِمَاذا هَذا التَّفصيلُ في شَرحِ أجياَل "web"؟؟"
وَ هَل سَيَكُونُ هُنَالِكَ فَرق في التَّأثير بَينَ "web1.0" وَ "web 2.0"؟
وَ لِمَاذَا هَذَا التَهَافُت عَلى "web 2.0" وَ التَّعويلِ عَليهِ فيِ تَجسيدِ السُّلطَة الخَامِسَة؟؟
إنَّ النَّظَر إلى إحصَائيّات عدد مُستَخدِمي "الفايسبوك" ،"التويتر" ، "اليوتوب" في العالم ، وَ الذين يُعتَبرون أشهَرَ محرِّكَات البَحث فِي جيلِ "web 2.0"،سَتُزيلُ الغُمُوضَ عَن هَذِهِ التسَاؤلاَت:
في آخر استِطلاَع قَامَت به شَركَة " InSites Consulting" للأبحاث جاء فيه أن عَددَ مُستَخدمي الإنترنت قد وَصَل إلى حوالي المليار مستخدم وأن 90% منهم أي حوالي 940 مليون يتواجدون بشكلٍ مستمر في المواقع الاجتماعية.

- تويتر : Twitter.com
• 25 مليون مستخدم.
• يحتل المرتبة 11 حسب اليسكا.
• 15 الف مستخدم عربي.
• توقعات بنمو 300 % خلال الأشهر القليلة القادمة.

- يوتيوب :Youtube.com
• يحتل المرتبة ال 3 عالميا.
• يرفع عليه 65 الف فيديو ويمر عليه 100 مليون مشاهد يوميا.
• مصر أكثر الدول استخداما لليوتيب عربيا.

-فايسبوك facebook.com :
لقد جاءت هذه الأرقام المذهلة في موقع" gizmag" نقلاً عن "توم كوك" من المجموعة المسؤولة عن النظام الهندسي للفايسبوك وذلك أثناء حضوره مؤتمر " O"Reilly Velocity" في جوان 2010:
-حوالي 400 مليون مستخدم يحملون أكثر من 3 مليار صورة أسبوعياً ويقضون 16 مليار دقيقة يومياً على صفحاته.
- %50 من مستخدمي فايسبوك النشطين يسجلون الدخول للموقع بشكل يومي.
-متوسط عدد أصدقاء كل مستخدم 130 شخص ويضيف كل مستخدم 70 مشاركة في المحتوى كل شهر.
-حوالي 70% من مستخدمي فايسبوك من خارج الولايات المتحدة الأميركية.
-هناك أكثر من 100 مليون مستخدم نشط يصلون للفيس بوك عن طريق هواتفهم المحمولة وهؤلاء أكثر نشاطاً مرتين من المستخدمين العاديين.
-أكثر من مليون موقع تم دمجهم مع موقع فايسبوك.
وَ مَا هَذِهِ الأرقَام إلاَّ انعِِكَاسُ للفَرقِ الشّاسِعِ الذي أحدثَتهُ الإمكَانَات الجَديدَة التي وُضِعت في جيل "web 2.0"،وَ التي يُمكِنُ أن نُلخِصَهَا فيما يَلي:

1.السماح للمستخدمين باستخدام برامج تعتمد على المتصفح / الموقع فقط لذلك هؤلاء المستخدمين يستطيعون امتلاك قاعدة بياناتهم الخاصة على الموقع بالإضافة إلى القدرة على التحكم بها.
2. السماح للمستخدمين بإضافة قيم لتلك البرامج المعتمدة على المتصفح.
3. السماح للمستخدمين بالتعبير عن أنفسهم، اهتماماتهم، وثقافتهم.
4. تقليد تجربة المستخدمين من أنظمة التشغيل المكتبية من خلال تزويدهم بمميزات وتطبيقات مشابهة لبيئاتهم الحاسوبية الشخصية.
5. تزويد المستخدمين بأنظمة تفاعلية تسمح بمشاركتهم في تفاعل اجتماعي.
6.السماح للمستخدمين بتعديل قاعدة البيانات من خلال إضافة، تغيير، أو حذف المعلومات.
وَ بِذَلك شكَّل "web 2.0"وَ في مُقدِّمتِهِ"الفايسبوك"قاعدةً ثريّة للبَيانَات وَ الأفرَاد،تَتَوعَّد بانبِثَاقِ قُوّةٍ جَديدَة تَقلِبُ مَوازينَ السيطَرَة مِن استِبدَادٍ السُّلطَات التقليديَّة وَ خِيَانَةِ سُلطَةٍ رَابِعَة،إلَى سُلطَة خَامِسَة تَستمدُّ سَيطَرتِهَا مِن تَكتُّلِها،دُون حاجَة لَها لإختِياَر مُمثّلينَ عَنهَا يَنقَلبُونَ عَليهَا في أيِّ لَحظَةٍ جَرياً نَحوَ المَصالِح،أو انبِطاَحاً تَحتَ الضُغُوط.


لَكن !!!
ألَيسَ مِن الوَاجِبِ سَردُ وَقَائعٍ وَ أحدَاث تَقتَفي أثَر هَذَا العَالَم الإفتِرَاضي في العَالَم الحَقيقي؟؟
أم أنّ الأمرَ لاَ يَعدُو مُجرَّد نَظريّاتٍ وَرقيّة لَم تَجِد لَهَا طَريقاً عَلَى أرضِ الوَاقِع؟؟

*شَبَكَات تَتوعّد...وَ مُفاجَآت تَتَجَسّد:

يَسرُدُ الكَاتِبُ الفرنسي "تيري كروزت"في كِتابِه [السّلطَة الخَامِسَة:كَيفَ قَلبَ الانترنت السياسة؟؟]، المَنحَى الجَديد الذي أصبحَت تَسلُكُه السِّياسَة بِفَضلِ السيَاسي الجَديد الذي وَفَدَ إلَى السّاحَةَ بَعدَ أن فقَه اللُّعبَة جيَّداً.
وقَد فصّل "تيري كروزت"في هَذا الكِتَاب عَن الانتِصَاراَت غير المُترقّبة،وَ النّجَاحَات المُستَحيلَة التي أذهَلت العَالَم،وَ تَركَت المُرجِّحين في صَدمَة لَم يَستَفيقوا مِنهَا إلَى الآن.
و َ قَد قسَّمَ كِتَابهُ لِفَصلَين سَرد في أوَّلِهِمَا ارتِجَافَ أمريكاَ عَقِبَ الإنتِخَابات الرئاسيّة الأمريكيّة لعام 2004،وَ كَيفَ انقلَبت إلَى تَتويجٍ ضَرَب صَوبَ الحَائطِ كلّ التوقعَات المُعَاكِسَة ،بِمجرّدِ تَعبِئة مَحدُودَة الميزانيَة لَكِنّهَا كَانَت في المَكَان الصّحيح..
أمّا في الفصل الثاني تحدّثَ عَن "عَودَة الاستفتاء" وَ يعني بهِ الاستفتاء الذي أقيمَ في أوروبا للمُوافقَة على الدستُور الأوروبي سنة 2006،وَ الذي وَصَفَ الكَاتب انقِلاب نَتَائجِهِ ب"مِن نَعَم الطَاغيَة إلَى لا َ المُنتَصِرَة"،لِيَروي فيهِ كيفَ لِمُواطن عادي أزَاحَ نُخبَةً من كِبَار السياسيين،بإرسَالِه لِرِسَالة يَشرَحُ فيهَا سَببَ اختِيَارِهِ ل"لاَ"،وَ بَعدَ شَهرَينِ من تَدَاوُل الرِّسَالَة في الشَّبكَات الإجتِمَاعيّة للانترنت انتَصَرَت"لاَ"وَ أسكَتَت كل الطُبُول التي كَانت تَقرعُ قَبلَ أوَانِهَا احتِفَاءً بانتِصَار ل"نَعَم"الذي كَانَ قبلَ شَهرَين مُؤكداً.
لِيَخرُجَ في الأخير بَعدَ جَولَة مِن استِقصَاء الأحدَاث إلىَ مَفَاهيم جَوهَريّة:
"السُّلطَةُ الخَامِسَة قَد وُلِدَت.
هَذِهِ هِيَ سُلطَة الشّعب، السُّلطَةُ التي كَانَ مِن المَفروُضِ أن تَكُونَ دائماً مُهَيمِنةً عَلىَ الحَياةِ الديمقراطيّة وَ لكنّهَا لَم تَستطِع بِسَبَبِ نُقصِ المَوَارِد.
الانترنت يُوَفِّرُ الآنَ لَهُم هَذِهِ المَوارِد ،وَ ذَلكَ بالإتصَال،وبمَا أن الشعبَ أصبَحَ مُتصِلاً،فَلقَد أخذَ مَصيرَهُ بِيَدِهِ.
السّلطَة الخَامِسَة،هِيَ نَحنُ المُجتَمَع المَدني في الانترنت".

وَ هَذَا مَايُؤكِّدُ مَقولَة المؤرَّخ الفرنسي المتخَصِّص في دِرَاسَة تَاريخ الديمُقراطية "بيار روزانفالون" التي قَالَ فيهَا:
"هَذِه "الضَّد-ديمقراطيّة" لَا تُعَاكِسُ الديمقراطيّة،بَل في الحَقيقَة هِيَ شَكلُ الديمقراطيّة التي تُعارضُ الأخرَى،ديمُقرَاطيَّة السُّلُطَات غير المُبَاشِرَة المُنتَشرَة في الجِسم الإجتِمَاعي ، ديمقراطيّة انعِدَام الثّقَة لِمُكافَحَة ديمقراطيّة الشَّرعيّة الإنتِخَابيّة".

..
..
يتبع

2 التعليقات:

Fayçal يقول...

أحسن ما قرأت..
بوركتم, ننتظر الاطلاع على بقية نتائج بحثكم.

13 أغسطس 2010 في 3:39 ص
رَنيم الصّمت يقول...

مَعَ أنّني مُتاكِّدَة أن هَذَا لَن يَكُونَ أبدا مِن أحسَن مَا يُقرَأ،إلاّ أنّني أشكُرُ لَكُم دَعمَكُم...
أرجُو أن تَكُون التَتِمّة عِندَ حُسنِ مَا تتَطلّعُونَ لَهَا...
بَاركَ اللّهُ فيكُم وفي عِلمِكُم..

13 أغسطس 2010 في 10:24 ص

إرسال تعليق