طُـفُولَـةٌ مُـبَكِّـرَة.. !!


كُلُّ الأشيَاءِ نُنجِبُهَا صَغيرَة ثُمَّ لا تَلبَثُ أن تَشُدَّ عُودَها الأيّامُ فَتَكبُر..


حُـبٌّ صَغيرٌ وَ كَـبُرْ..
حِقدٌ بَريءٌ وَ استَعظَمْ..
إيمـان خَافتٌ وَ لاَحْ..
ألَـمٌ طَفيفٌ وَ استَفحَلْ..
حَنينٌ مُقعَـد وَ رَكَضْ..
طَمَعٌ قَصيـرٌ وَ تَطَاولْ..
............






إلاّ "أحلاَمُنَا"
مَولُودُنَا الكَبير وَعَجُوزُنَا الصّغير.. !!


حُـلمٌ كَبيرٌ وَ صَغُرْ..!!!


أتُرَاهَا السّنُونُ بَدلاً مِن أن تَجتَاحَ الأشيَاءَ كَعادَتِها، آثَرَت غَريزَتُهَا في "أحلاَمِنَا" الإنسِلاَل ؟ !

مَبتُورَةٌ حَتّى الكَتِف تِلكَ اليَدُ التي تَربُتُ عَجزَنَا بِدَعوَى قَسَاوَةِ الدَّهْر..

لَم يَعُد هُنَالِكَ شَيء فينَا يَستَحِقُّ لَقَب "القَوِيّ" إلاّ هَذَا العَجز الهَارِعِ إلَى "انتِبَاجِهِ" في خُطىً حَثيثَة عَلَى حِسَابِ "انكِمَاشِ" أحلَامِنَا..

رُبّمَا هِيَ لَعنَةُ المَاء الذي انتَزعنَاهُ مِن شِفَاهِ "أمَانينَا" عَادَت لِتُغْرِقَنَا فيناَ ،وَ لَكَم هُوَ مُحكَمٌ ذَلكَ الغَرَق الذي لا يَفكُّهُ  استِحضَارُ الهَوَاء.. !!

صَحيحٌ أنّ الإبتِسَامَةَ هِي المُشَيِّعُ الوَحيد الذي أصبَحَ يَطيبُ لَنَا دَعوَتُهُ في مَرَاسِم دَفنِ خَيبَاتِنَا حَتّى نُلجِمَ الأفوَاهَ المُشتَبَهَةَ في اغتِيَالِهَا بِقَليلٍ مِن المُكَابَرَة،إلاّ أنّ بَعضَ الخَيبَاتِ قَد هَرَمَت في عُجالَة بَعدَمَا لَجأت إليهَا سَنوَاتٌ طَردنَاهَا مِن عُمرِ أحلاَمِنا..

لِذَلِكَ أن نَركُنَ إلى زَاويَةٍ نَلقُمُ فيهَا بَقَايَا ذَاكِرَتِنَا لنِهتَدي إلَى قَبر وَارَينَا فيهِ أنْفَسَ خَيَالاَتِنَا ،خَيرٌ لَنَا مِن أن نَنبُشَ إبتِسَامَةً مَوؤُودَةً نُحَاولُ بِهَا أن نَبعَثَ أسطُورَةَ "رضَى" فَصّلنَاهَا عَلَى مَقَاسِ عَثرَاتِنَا.. !!

وَ إلاّ

أنّى يَكُونُ لَنَا سَعَادَةٌ وَ صَارَت مَخيِّلَتُنَا عَاقراً وَ قَد بَلغَت أحلاَمُنَا مِنَ الصِّغَر عِتِياًّ.. !!

إقرأ المزيد

حَــنِينٌ مُقـْــعَد.. !!



الحَنينُ الذي يَختَلِسُ عَدَدَ سَنَواتِ عُمرِهِ مِن عَدَدِ المُكَافآتِ التي سَيَنَالُهَا لاَ يَجرُأُ أن يَنعَتَ نَفسَهُ بِأكثَرَ مِن طُمُوح.. !!
وَ الأشوَاقُ التي تصَبِّرُ نَفسَهَا بِمَا سَتُلاقيه لاَ تَختَلِفُ وَ لَو قَليلاً عَن تَسطيرِ خُطّةِ  مُحكَمَةٍ تُواسي شَقَاء أهدَافِهَا بإغرَاءَاتِ نِـتَاجَاتِهَا..

لَم تَكُن سِوَى حِكَايَةٍ إرتِجاليّة أخرَى  أختَرعُهَا لأدفَعَ أقسَـاطَ نَومِ أختي "مـنَـار" في زَمَن لَم يَعُد فيهِ حَتَّى  النّـومُ مَجانياً..

-"و استَشهَدَ الطّفلُ نِضَال لِيلتَحِقَ بِواَلِديهِ و أحِبَّائِهِ في الجَنّة ".

كَانَت تِلكَ حُبكَتي النّهَائيّة لأغرِسَ في قَامُوسِهَا الغِض مَفهُومَ "الشّهَادَة" وَ كُلّي أمَلٌ أن يَقتَنِعَ نَومُهَا بِهَذَا المَبلَغِ الزّهيد مُقَابِلَ تَشريفِه لَهَا..

-"فَــقَــط ؟ ؟ !!"..ذَلِكَ مَا اكتـفـَت بِهِ لتُبَخِّرَ أملي.. !!

بَعضُ الكَلِمَات تأتي حَارّة لِدَرجَةِ أنّهَا تَقُومُ بِتَرحيلِ  الآمَال مِن حاَلاتِهَا الصّلبَة إلىَ حَالاتِها المُتَبخِّرَة دُونَ أن تأذَنَ لَهَا حَتّى بأن تشُقَّ وَ لَو في عُجَالَة عَلى حَالاَتِهَا السّائِلَة..

تِلكَ إذن كَانت شَارَة "مَـنَار" أنّ رصيدي غَيرُ كَافٍ لإنهَاءِ القِصّة ،فَتَدَارَكتُ إفلاَسي مُستَرسِلَةً:

-"...وَ قَد وَجدَ في الجَنَّةِ قَصراً جميلاً و غُرفَة أطفالٍ رِائعَة لِينَامَ فيها،وَ مَسبحًا لَيس لَهُ مَثيل،وألعاباً كثيرَةً لاَ تَنكَسر،و حَلويّاتٍ كثيرَة كُلّمَا أكَل مِنهَا ازدَادَ حَجمُهَا و لَذَتُهَا...وووو"

إلى أن نَامَت وَ في مَلامِحِها "ابتِسَامَةُ رِضَـى" بالنّهَايَةِ الفَاخِرَةِ التي آلَت إليهَا الكَلِِمَات أخيراً..

الأطفَالُ يحبُّون تَصوّرَ السّعادَة بالتفَاصيلِ المُجسّدَة لاَ بالطمأنينَة المُكتَنَزَة..

ذَلِكَ مَا حَاوَلتُ بِهِ أن أوقِفَ مَـــدّ الأسئلَة الذي تَهَاطَلت عَلَي مُنذُ أن عَصَفت الـ " فَــقَــط ؟؟ !!" بِـأركَانِ عَقلي..

تُــرَى مـَا هُوَ الفـرقُ بَين أمّــتِنَا وَ مــَنــَار؟

ألِــهَذَا تَــفصّلَ وَصفُ الجَنّة وَ تَكرَّر مِئَات المَرّاتِ في القُــرآن و السنّة ؟؟ !!

ألأنّــنَا حَتّى في قِمّة إيمَانِنَا نُفكِّرُ فَقَط بِمَا هُــو مُجــسّد مِــن حُورِ عَين، وَ جَمــال لا يَنــضَبـ وَ قـُصُور لاَ تَتَآكَل، وَ خُــلُودٍ لاَ يَبلَى،ووو....كَانَ لِزَاماً تَذكيرِنَا في كـلِّ سُــورَة بِتَفَاصيلِ الجَنّة ؟؟ !!

إذَن هِيَ حِكـمَةُ اللّهُ تـعلَمُ  أنّ رُؤيََـتَنَا لِـوَجهِهِ الكَريم لَـن تَكفينَا كَحَافز لإنـقَاذِ أنفُسـنَا.. !!

إذن هــِيَ رَحمَةُ اللّهُ تُدرِكُ أنّ عِنَاقَنَا لِنَبِيّنَا العَــدنَان لَن تَكفينَا كَي نَقتَنِعَ بِإصلاَحِ أنفُسِنَا.. !!

إذَن هِيَ عِزَّةُ اللّهِ تَـيـَقــّنَت  قَبلَ أن نَنطِقَ بِــ "فَــقَــطِنَا" الصّبيَانّية أنّ لِقَاءَنَا بالأحبَاب لَن يَـكـفينَا..

أيّ حَــنين مُقـعَد هَــذَا الذي في قِمّة تَحليقِهِ يَبقى خَــيَـالُهُ مُلتَصِقاً بِكُلّ مَا عَجِزنَا عن نَيلِهِ في الأرض وَ بِكُلِّ مَا يُمـكِنُه  أن يُنَافِسَ مَا في الأرض وَ بِكُلِّ مَـا كَـان يُنسينَا مـَا يُؤرّقُنَا في الأرض..

هَل سَيَكُونُ حُتّى شَوقُنَا للجَّنّة مُقَارَناً بِكُلّ  مَا يُجسّدُ بالأرض رَغمَ أنّنا قَد لَجَأنا لطريقِهَا فقط لأننا ضِقنَا ذِرعًا بِكُلِّ مَن يُحبّونَ التَجسيدَ في الأرض.. !!

كُنتُ آمُــلُ لَو آمَنَت "ابتِسَامَةُ الرّضَى" يَومَ نَزَلَت أوّلُ آيَة وَ لَيسَ حَتى بَعد ثَلاثَة وَ عِشرين سَنَة مِنَ المُفَاوضَات للاقتناَع بإصلَاحِ أنفُسِنَا.. !!

كُنتُ آمُلُ أن نَنضُجَ قَليلا فَقَط لِنَقُول كَمـَا قَالَ الكِـبَار"بَل الرّفيق الأعلَى..بَل الرّفيقُ الأعـلَى".. !!

كُنتَ آمُـلُ أن يَتحَرّر "حَـنيـنُـنَا" مِن قُيُودِهِ الأرضيّة قَبلَ أن يَـهفُو إلى السّمــَاء.. !!
إقرأ المزيد

المُتَسَـرِّبُونَ مِنَ العُـيُون.. !!


قبلَ أن أُوَاصِلَ الكِتَابة أودّ أن أعتَرِفَ لَكُم أنّ لاَ شَيء مِمّا سأسَطِّرُهُ  هُنَا بِتَُّ مُتأكِّدَةَ  مِنهُ سِوَى أن التسَرُّبَ لاَ يَحدُثُ إلاّ عِندَمَا تُسدُّ البَالُوعَةُ بِشَوَائبَ أثَقلَ مِن أن تُمتَص..

لَيسَ هُنالِكَ أمتَنُ مِن حَبلِ الصِّدق لِلتّسلُّقِ إلَى العُيُون وَ أيُّ حَبلٍ آخَر يُمَنِّي نَفسَهُ أن يَكُونَ بَديلاً  لَن يَتأخّرَ  أبداً في التّآكُل..

وَ بَعضُ الأشيَاء لِكَثرَةِ سَقَطَاتِهَا  تَفقِدُ العُيُونَ القُدرَةَ عَلىَ انتِشَالِهَا مِن جَديد..

أتَحدّثُ عَن الصِّدقِ هُنَا رَغمَ أنَنّي لَم أكُن أحَبِّذُ يَوماً أن أتحَدّثَ  كَــ"حُرّاسِ النّوَايَا" كَمَا يَستَلذُّ دَائماً أن يُطلِقَ عَلَيهم "واسيني الأعرَج" ..

 لَكن للأسَف  بَعضُ  النّوايَا صَارَت أشرَسَ مِن مُجَرّدِ رُؤيَة استَنسَخَتهَا   بَعضُ العُقُول إلَى عَقيدَة تُطَالِبُ بِتَشريعِهَا في كُلِّ العُقُول، لِذَلِكَ الحِرَاسَةُ التي تُحَاوِلُ كَبحَ الجِمَاحِ  دُونَ أن تَقطَعَ الرّؤوس-أقصِد الرِّجلَين- قَد تُوَسوِسُ في كَثير مِن الأحيَان لِضِعَافِ القَلبِ مِثلي باقتِرَافِهَا  ،وَ بالتّالي فَليدُسَّ "واسيني الأعرَج" وَ المُتهَاوُونَ عَلَى نَفسِ قِصعَتهِ  إستِيَاءَهُم لِيَحشُرُوا بِهِ ثَغرَةً  لي قَد تَكُونُ أكبَر مِن هَذِه [الحِرَاسةُ "المُسَالِمَة" لهَذا النّوعِ مِن النّوايَا]..

لَطالَمَا كَانَت تُفجِعُني "مُتَلازِمَةُ البُكم الجُزئي" التي تَعشّشت في "كروموزومات" المَخلُوقَات العَربيّة وَ التي لَم يُكتشَف إلى الآن لاَ إن كَانت نَاتِجَة عَن "حَذف- délétion " لكروموزم مَا كَمَا هُوَ الحَال بمُتَلازِمَة "مُواء القِطَط –cri du chat" أو عَن "زيَادَة –insertion" لكروموزوم ما كمَا هُو الحال بِمُتَلاَزِمَة "دَاون-down"،وَ لاَ  إن كَانَ مَصدَرُ الكروموزومات  المُعَابَة  أبوياً أو جَديّاً أو جَدَّ جديًّا...الخ

لَكِن .. !!

مَادَامت ظَاهِرَة "البُكم" لَم تَكُن مَعرُوفَةً عِندَ أجدَادِنَا بِدَليلِ أنّ الصّوت الوَحيد الذي نَفقَهُهُ الآن هُوَ صَوتُهُم وَ أنّ بَقيّةَ الأصوَات إمّا ابتَلَعتهَا "الشّرَاهَة" أو خَنَقَتهَا "أشرِطَة إعادَة سينَاريُو الخَيبَة"،وَ مَادَامَ مُصطَلَحُ " المُتَلازِمَة" لاَ يَكُونُ سَائِرَ المَفعُول إلاّ إن وُجِدَ مُتلَبِّسًا بِحِيَازَة "صِفَاتٍ وِرَاثيّة"، فإنّهُ لاَ مَجَالَ لإدَانَةِ كروموزوماتِنَا في هَذِهِ  العَاهَةٍ الجَديدَة..

لَطَالَمَا كُنتُ وَاثِقَةً مِن تَردِيدِ عِبَارَةِ "عِندَمَا يَتَوقّفُ أحَدٌ  عَن الغَضَبِ مِنكَ فَهَذَا مُؤشِّرٌ أنّكَ لَم تَعُد تَعني لَهُ شيئاً"،رُبّمَا لأنّني كُنتُ وَاثِقَةً أكثَر أنّ كُلّ غَضَبٍ وَ لا بُدَّ خَامِد بِمَا أنَّ كُلَّ حَطَبٍ وَ لابُدَّ نَافِذ، وَ رُبَّمَا لأنّني أجِدُنِي أتسَلّلُ يَوماً عَن يَوم إلى الضِفّةِ "الكَاتِمَةِ للصّوت" لَيسَ جُبناً أو طَمَعًا بَل حَاجَةٌ مُستَعجَلَةٌ لِلهَوَاء في الخلايَا المُخنُوقَةِ بِحُزمَةٍ خَيبَاتٍ تَستَمِدُّ قَبضَتَهَا مِن سَقطَاتِ مَن كَانُوا يَوماً "مُوَلِّدَات الغَضَب" عِندَنَا..

هَذِهِ الحَاجَة المُستَعجَلَةُ للتنَفُّس حَالَت دُونَ استِقرَارِ الهَوَاءِ فِي أحبَالِنَا الصّوتيّة.. !! 

رَغمَ أنّني لا أذكُرُ أنّني دَرستُ يومًا في مَادَّة "biochimie clinique" مَرَضاً يُسمّىَ "التلَيّفِ القَلبي –cirrhose cardiaque" [مَوت بَعض الأنسجة القلبية المُؤدّي لِفقدَان الشّعوربشَيء مَا] ،لَكِنَّنِي أعتَقِدُ أنّهُ قَد يَكُونُ خَامَ فَرضيَّةٍ أكثَرَ إقنَاعَا مِن فَرضيّةِ "المُتلاَزِمَة –syndrome" إن مَاثَلنَا سَببَهُ بإدمَان على بَعضِ الأشيَاء التي كُنّا نَعتَقِدُ أنّهَا مَصدَر بَهجِتِنَا فانتَهى بِنَا الحَال كـ" المُدمِن عَلى الكُحُول" الذي استيقَظَ عَلى نَشوَةٍ صَلّبَت لَهُ كَبِدَه "تَليُّف كَبِدي-cirrhose hepatique".. !!

كُنتُ أضحَك كَثيرا على جَذَتي عِندما تَصِفُ لي تَعلُّقَها بِي بِلَهجَتِهَا العَتيقَة قَائلَةً:"رَبّيت عْليكْ الكَبدَة" ،فَأجيبُهَا بِجَفاء:"مَا دَخلُ الكَبِد في القَلب ؟؟"،في ذَلِك الوَقت لَم يَسمَح لي جَهلي أن أدرِكَ أنَّ لَهُمَا نَفسُ رَدّةِ الفِعل )تَصلُّب( إزَاءَ إدمَان مَا.. !!

مُلاَحَظَة:
لِلّذينَ لَم يُصَادِفُوا قَبلَ اليَوم بَعضَ الألفَاظ المُتَسرِّبَةِ هُنَاَ،افخَروا بِحظِّكُم السّعيد وَ لا تُحبِطُوهُ بِالبَحث عَن الشّرح فَلطَالَمَا اغتَالَ شَرحُ الأشيَاء كَثيرا مِن الأشيَاء..
إقرأ المزيد