الأحد، 8 أغسطس 2010

قِراءَة في كتَاب || جيِل النَصر المَنشُود||...




*توطـئـة:
لأنّ الحَيرَة قَد أطَالَت مُكوثَهَا بَينَ مَلامِح الأمّة...
و لأنّ خُيُوط الأمَل بدَأت تَفقِدُ مُرونَتَها فِي نَسجِ أ ي مَجدٍ جَديد....
تَراءى للعُيُونِ الثّاقِبَةِ النَّجمُ الغَائِب...
و تَساءَلَت كيفَ يَسطُعُ مِن جَديد؟؟؟؟
فَكَانَ الكتَاب و كَانَ النّجم : || جيلُ النصرِ المَنشُود||...

*معلومات عن الكتاب:
-الكاتب:يوسف القرضاوي.
-عنوان الكتاب:جيل النصر المنشود.
-الطبعة:1412ه-1992م.
-الناشر:مكتبة وهبة-القاهرة-..

*التّعرِيف بالكَاتِب:
لَطَالمَا كَان التَعريفُ بالأعلاَم تَقديمًا للمَقصُودِ فيِ حلَة تَستَهوِي عُيُونَ القَارىءِ و تُدَاعبُ مَكَامِنَ فُضُولِهِ ليُهروِلَ بخُطىً متشوّقَة لترصُّدِ السطُور وَ بِنَظَرَات نَهِمَة تَستَقصيِ بَينَ الحُروفِ حِكمةَ المُختَار....
لكِن عِندَمَا يَكونُ التعريفُ مُوجّهًا بِصِفةٍ خاصَة إلَى الدُكتُور ~يوسف القَرضاوي~,فَإنّهُ سَيَلقَى مَصيرَ التجَاهُلِ و النّبذ....لَيسَ لأن المُعرّف لَيسَ مَحلّ الإعجَاب و التّقديِر ,بَل لأنّ المُعرِّفَ كَان سَاذَجاً عِندمَا فكّر في تَسطيرِ كَلِمَاتِ منّت نَفسَهاَ أنّها ستُوفي الرّجُلَ حقّه...
لَذَلِكَ لَن أكُونَ ساذَجَة بتَسطيرِ تَعريفٍ تُنبّىءُ مَطالَعُهُ بالعَجزِ...

*مُقَدِّمَة للكتَاب:
جِيلُ النّصرِ المَنشُود...
نُطقُ هَذِهِ الجُملَة يُحتِّمُ عَلَينَا أخذَ نَفَسِ عَميقِ و إلاّ خَنَقَتنَا الحَسرَةُ قَبلَ أن نُنهِيَ تَهجِئَتَهَا...
ذَلِكَ حَالُ كلّ ُ مَن كَانَ إيمَانُهُ يَرتَعشُ وَهَناً وَ ضُعفاً,فَاكتَفىَ بِمُواسَاةِ قَلبِهِ ببِضعِ أمنِيات و حُزمَةِ أشوَاق لا يُمكِنُ وصفُها إلاّ بجَذوَةِ نَار لَم تفكّر يَومًا كيفَ تُصبِحُ لَهيباً يَحرقُ صَفَحاتِ واقِعٍ لَم يُسطّر بَينَ جَنَبَاتِهَا سِوى تَكمِلَة نَاقضَت كلَّ ما تمَ نَقشُهُ في التاريخِ مِن قبلُ...
لَكن حالَ الدُكتُور:يوسُف القرضَاوي كاَنَ مُختَلِفاً عَن حَالِنا عِندَمَا سطّرَ كَتَابَ ~جِيل النّصرِ المَنشُود~....لَن أبَالِغَ و أقُول أنّهُ استَطاَعَ أن يُحرِقَ تِلكَ الصَفحَاتِ المُخزيَة ,لكنّهُ على الأقلِ أنصَفَ حَالَهُ عِندَما مهّد لِتَفتُقِ بَراعمِ خِصبَةٍ و حثَّ عَلى حِمايَتِهاَ قَبلَ أن تَبتُرهَا الحَشرَات الضارَة..
||..هَذَا هُوَ الجيلُ الذي نَنشُدُه, وَ تَنشُدُهُ الأمَّةُ كلّهَا مِن جَاكَرتَا إلىَ رِبَاطِ الفَتحِ,وَ هُو الذي نَسعَى جَاهِدينَ لتَكوينِهِ ,وَ نُذيبُ حبّاتِ قُلوبِنا مِن أجلِه...
و هُوَ الذي تَعمَلُ القِوَى المُعَادِيَة العَالَميَة و المَحلِيَة للإسلاَم عَلَى إجهَاضِهِ قَبلَ أن يُولَد,و عَلَى وأدِهِ بَعدَ أن يُوجَد..||.

و هُوَ في هَذَا الكِتابِ لم يَكتَفِ كبَقيّةِ الخائضينَ في هذَا المَوضوُع بِالتمَني و التوعُد, أو ببَثِّ الأملِ , أو بإلقَاءِ اللّومِ, بَل أجزلَ فيِ وَصفِ مَلامِحِ هذاَ الجيلِ بالتفصيلِ الدقِيقِ حتّى يتسنّى للقَارىءِ أن يَرسُمَ وَجهاً وَاضِحَ السمَاتِ يُستَعصَى نِسيانُ قَسَمَاتِهِ بَعدَ ذَلِكَ...
||وَ هُم لَيسُوا نَبتاً برياً ,يَخرُجُ بلاَ بَذر, وَ يَنمُو بِلاَ جِهَة,وَ يُثمِرُ بِلا رِعَايَة,بَل هُوَ نبتٌ يَحتَاجُ إلَى زُرّاعٍ صَادقيِنَ صَابِرين,يتَعهَدُونَهُ في مَرَاحِلِ نَمَائِهِ بالسقيِ و التسميِدِ وَ مُقَاومَةِ الآفَاتِ,حتّى يَستَويِ عَلَى سُوقِهِ, وَ يُؤتيِ أكلَهُ بإذنِ ربِّهِ...||.

*مُلخّص كتاَب ~جِيل النّصر المَنشُود~:

-جيلُ النّصر المَنشُود:
اقتتَحَ الدكتور يوسف القرضاوي كِتابَهُ بحِوارٍ دَارَ بينَهُ و بَينَ صَديقِهِ الذي رَاعَهُ حَالُ الأمةِ المُتخَبطَةِ في وَحلِ هَزائِمِهَا وَ حَضيضِ تَقَهقُرِهَا,دُونَ أن تَجِدَ مَن يمدُ لَهاَ حبلاُ يُقيمُهَا مِن عَثرَتِهاَ التي أطاَلَت مُكُوثَها..
فردّ عليهِ الدكتور بأن حَال الأمّة الذي يَدعُو إلَى الشفقَة إنّمَا هُوَ نِتاجُ تخاذُلِ المُسلمِين عَن نُصرَةِ قِيمِهِم و الدفَاعِ عَن مقدّسَاتِهِم,و وَصَفَ حَالَهُم بأنهُم:
||فإذَا سَمعتَ لَهُم جَهيراً فَفي شَتمِ بَعضِهِم بَعضًا, وَ إذا رَأيتَهُم يومًا يَتحركُونَ بِحمَاسٍ و قُوة,فَفي قِتاَلِ بَعضِهِم بعضاً,كأنّماَ يُريدُونَ أن يَكوُنوُا على النّقيضِ مِن اصحَابِ رَسُولِهِم الكَريم الذينَ كَانُوا –أشدّاء عَلى الكُفَّار رُحمَاَْ بَينَهُم-||...
ليَختَتِمَ الدكتُور هذَا المَدخَل بِوابِل من الأسئلَة طَرحَها صَاحِبُهُ يَستَجدي بِها إمكَانيةَ اضمِحلاَلِ هذَا الليل وَ حياكَةِ خُيوطِ فجرِ تتَوعَّدُ بِطُلوُعِ يَومٍ مُشرِق..
وَ كَانَت هَذِهِ الأسئلَة بِدَايةَ تَفصيلٍ يُشخصُ مَواَضِعَ الوَجَع في جَسَدِ الأمّةِ لِيَهتَدي في الأخير إلى التريَاقِ الشَّافي, وَهُنا ركّزَ الدكتُور عَلى أمرَين أسَاسيَينِ:

أوّلُهُمَا:- رُوحُ أمّتِنَا الإسلاَم:

بَيّن الكَاتِبُ في مُقدّمَةِ هَذَا البَاب أن الفَردَ بِدونِ روح جثّة بلا حَيَاة, وَالأمّةُ الآن تَعيشُ بلاَ رُوح أو يُرادُ لهَا أن تَعيشَ مِن دُونِ رُوح,لِيطرَحَ سُؤالاً أساسياً:
مَا رُوحُ الأمَّة؟وَ مَن ذَا يُريدُ لَهَا أن تَعيشَ بِغَيرِ رُوح؟؟
وَ قَد أجَابَ عَن هَذِهِ الأسئلَة قَائلاً:
|| رُوحُ أمتِنَا الإسلاَم ’هُو الذي أحيَاهَا بالأمسِ مِن مَوَات,وَ جَمَعَهَا مِن شَتَات, وَ هَدَاهَا مِن ضَلاَلَة,وَ عَلّمَهَا مِن جَهَالَة, وَ أخرَجَهَا مِنَ الظُلُمَاتِ إلَى النّور, وَ جَعَلَهَا خَيرَ أمَّة أخرِجَت للنّاس||..
||وَ أمّا الذينَ يُريدُونَ لَهَا أن تَعيشَ مِن غَير رُوح فَهُم أعدَاؤُهَا ,الحَاقِدُونَ عَلَيهَا و الخَائفُونَ مِنهَا , والطامِعُونَ فِيهَا, جَمَعَتهُم عَلَى تَفرُقِهِم الأحقَادُ و المَخَاوِف وَ الأطمَاع,لِيَكيدُوا لَهَا كَيداً وَ يَمكُروُا بِهَا مَكراً ,مَا بَينَ يَهُودي فَاجِر, وَ صَليبي مَاكِر , وَ شُيُوعِي كَافِر,وَ بينَ عَميل لِهَذَا أو ذَاكَ,يَعمَلُونَ سافرينَ حيناً ,وَ مُقنّعينَ أحيانًا||..


ثَانيهُمَأ:-بَعضُ مُشكِلاتِنَا الكُبرَى:
أبرزَ الكَاتبُ في مُستهل هذَا البَاب أكبَر مُشكِلَة تُعَانيهَا الأمّة وَ هِيَ جَهلُها بِما يُحاكُ لَهاَ و انخِداعُهاَ بالعَنَاوين البرّاقَةِ قائلاً:
||فَهِيَ تُسمّي الكُفرَ حُريَةً, وَ الفُجُورَ فَناً,وَ الإنحِلاَلَ تَقَدُمًا , وَتحسَبُ الوَرَمَ شَحماً, وَ السرَابَ ماءً..||.
لِيتطرقَ بَعدَهَا إلى ثَلاثَة فَجَوات أخرى تَنهَش جَسدَ الأمّةِ بَعدَما مزّقهُ جَهلُها و غَباؤُهاَ..
و أوّلُ هَذِهِ الفَجوَات هِي التي نَلمَسُها بَين المُسلمين بَعضهُم لِبَعض, نَتيجة للعصَبيات القَوميّةِ و اللغويَة , وَ للمذاهِب المُستوردَة،ثمّ الفَجوَة التي يَزدادُ اتسَاعُهَا يوماً بعدَ يوم بَين الحُكاّم والشُعوب,اللذان أصبَحا عَلَى حد وَصفِ الكَاتِب خطّان مُتَوازيَان لاَ يَلتَقِيان..
لِتأتي الفَجوَةُ الأخرَى بَينَ النخبَة المُتعلمَة التي حُشيَت رُؤوسُها بمَفَاهيم خاطئَة عَن الإسلاَم والجَمَاهير التي في مُجمَلِهَا دينيَةَ التفكير...

-قَوَانين النّصر:
أبرزَ الدكتور في هَذَا البَاب أن النَصر لا يأتي عَفواً أو اعتِباطا أو يَخبِطُ خبطَ عشوَاء...بَل هُو ثَمرَةُ جَمع مِنَ السُنَن والقَوانين التي سجَلَها اللّهُ تَعالَى في كِتابِهِ الكَريم..
وَ قَد فصّل الدكتور في سَردِ هَذِه القَوانين في كِتابِه مُستشهِداً بآيات بيناَت و وقَائِع من هَديِ السيرةِ النبويَة, لِيخلُصَ في الأخير أن النّصرَ لن يَكُونَ إلاّ بالمُؤمنين وَ للمُؤمنين..

-حَاجَة الإيمَان إلَى رِعَايَة وَ حَصَانَة:
في هَذا البَاب يُلقي الكَاتِبُ الضوءَ على ضَرورَة الإيمَان في بَعثِ بَشاَئرِ النّصرِ مِن جَديد قائلاً:
||وَ إذَا كَان النّصرُ لا يَكُونُ إلاّ للمُؤمِنين و بالمؤمِنينَ,فإن هَؤلاَء المُؤمنين لا يَهبِطُونَ مِنَ السمَاء, وَ لكنَّهُم يَنبُتُونَ مِنَ الأرض||..

-أكبَرُ هَم المُصلِحين الإسلاَميين:
تَطَرقَ الكَاتِبُ هُنا إلى الظهُور التي اعوَجت وَهيَ تحمِلُ هَمَّ الأمّة, وَ العُيُون التي بَهُتَت و هيَ تُحدّقُ في وَميض جيلٍ تَوارَى خَلفَ جُدراَن التطرُفِ و العصبِيَة..
ليُجزِلَ بعدَها في شَرحِ مَعَالِم الإسلاَم النقيَة كَمَا كَانَت مِن قبل,لاَ كَمَا يُرَادُ أن تَكُونَ بِهِا اليَوم,حتَى تَكُونَ زاَدَ جيلِ تَترقّبُ الأمّة إينَاعَهُ بِشَوق..
||هَذَا هُوَ الإسلاَمُ كَمَا يَفهَمُهُ هّذَا الجيل المَنشُود, وَ كَمَا يُؤمِنُ بِهِ , وَ كَمَا يَدعُو إلَيهِ.وَ بِهِ أبصَر عقلَه وَ استنَارَ قَلبَه......||.

-جيِل مِنَ المُسلمين وَ المُسلِمات:
في هَذا المَقام ركّز الدكتور بالدرجَة الأولى عَلى أهميّة تَوَاجُدِ المرأة في هَذا الجيِل ,مُذكراً إيّاهَا بإنجَازَات أمهَاتِهَا المُؤمِنات,و حاثًا إيّاهَا عَلىَ حَملِ مِشعَلِ الهِدَايَة لِيُنيرَ طَريقَها إلىَ النصر, وَهُنا أقتَبسُ بعضُا مما قَالَهُ عَن المَرأة:||فلاَ عَجَبَ أن يَكُون لَهاَ اليَوم-كَما كَان لَهَا بالأمس-دَور في دَعوَة الإسلاَم,وَ مَكَان في حَركَة التَجديد.تَعمَلُ فيه مُزكيَةً لِنفسِهَا,أو مُعينَة لزَوجهَا , أو مُلهِمَةً لأبنَائِهَا عَلى عَمَلِ الخَير ||.

-سِمَاتُ هذا الجيل في الكتاَب والسُنَّة:
في هَذا البَاب, أغدَقَنَا الكَاتِب بآيات وأحَاديث حتى يتجلّى لَنا في رِحابِهَا مَلامِحٌ هَذَا الِجيل المَنشود, التي تُلقي عَلَى الوُجُوهِ تَوهجاً, وَ عَلى الثغُور تَبسُماً , عِندَما تَقتَفي سِماتِهم وقَسَمَاتِهِم ,التي يَصفُهَا الكَاتِبُ قائلاً:
|| فَهَذِهِ سِماتُهم وَ مَلامِحُهُم,إنَّهُم مَعَ الله بالمَحبَّة,وَ مَعَ المُؤمنين بالرحمَة المُعبَّر عَنهَا بالذلَة,وَ معَ الكَافِرين بالشدَّة المُعبَّر عَنهَا بالعزّة,وَ مَعَ الحَق بالجِهَاد المُبرّأ مِنَ الغَايَات لأنَّهُ جِهَاد في سَبيل الله, وَمعَ الناس جَميعاً بالنُّصحِ الذي لاَ يخشَى في الله لَومَ اللائمِينَ||.

-جِيل يُؤمِنُ بالوَاقعيَة وَ العِلميَة:
يتلخصُ هذَا البَاب في ضَرُورَة التحلِي بالوَاقِعيَة في زَمَن هَربَ فيهِ شَبَابُ الأمَّةِ مِن ذَواتِهِم ليَنفُذوا عَبرَ بوَابَة وَهمِيَة إلىَ أحلاَمٍ لَم تَزِدهُم إلاّ تَخديراً وَ جَماَداً, وَ هُنا يَصِفُ الدكتُور بدِقَة الجيل الذي نَرجُوهُ قَائلاً:
||جيلُ واقِعِي لاَ يَسبَحُ في البَر, وَ لاَ يَحرُثُ في البَحر, وَ لاَ يَبذُرُ في الصَّخر,وَلاَ يَنسُجُ خُيوطاً مِنَ الخَيَال,وَ لاَ يَبني قُصوراً عَلىَ الرمَال..||.

-جيلُ عَمَل وَ بِناء جَمَاعي:
كَشَفَ الدكتُور هُنَا اللثَام علَى سرِ مَجدِنا الذي عمّرَ طويلاً ما عمّر هذاَ السِّر يَرقُبُه وَ يدعَمُهُ, وَ عِندَمَا استَصغَرنَاهُ صَغُر مَجدُنا أو بالأحرَى اضمحَل وتلاَشىَ، و السِرُ هُنَا هُوَ رُوحُ الجَمَاعَة التي تغَمدَتنا أيام العز ولمّا غَابَت غُيِّبنَا عَن هَذِهِ الأرض.

-جيِلُ ربّاَ نِيَة وَ إخلاَص:
هُنَا أكتَفي باقتِباسِ مَا قَالَهُ الدكتُور فَهُوَ أبلَغُ مِن أي مقَال يُمكِنُ أن يُقَال في هَذَا المقَام:
||فَهُم باللّه و للّه, وَ مِنَ اللّه وَ إلَى اللّه.باللّه اعتِصَامُهُم،وَ للَّه قِيَامُهُم ،وَ مِنَ اللّه استِمدَادُهُم،وَ إلَى اللّهِ فِرَارُهُم،يُحبُونَ في اللّه،وَ يَبغُضوُنَ في اللَّه،وَ يَصِلُونَ في اللّه،وَ يَقطَعُونَ في اللَّه،وَ يُعطُونَ في اللّه،وَ يَمنعُونَ في اللّه،وَ يُسَالِموُنَ للَّه،وَ يُحَارِبُونَ للَّه،فاللّهُ مَبدَؤُهُم،وَ اللّهُ غَايَتُهُم||...

-جيلُ نَسَبُهُ الإسلاَم:
في هَذا البَاب،يتطرقُ الدكتُور إلَى أن كل الإنتِمَاءاتِ القَوميَة،وَ المذَاهِب الغربيَة،وَ النزعات القِبليَة،وَ التصنيفَات المَادية،تَتلاَشى مِن أعيُنِ هَذَا الجيل،وَلايُرَفرِفُ محلَّها سِوى رَايَات الإسلاَم ،وَ كَفَى بِهَا رَايَات.

-جيلُ دَعوَة وَ جِهَاد:
يَطرَحُ الدكتُور في هَذا البَاب مُشكِلَة انبِطَاح الناّس أمَام شَهَوَاتِهِم ،وَ كيفَ لابدّ لِهَذَا الجيلِ أن يُحرَّر رَقبَتَهُ مِن كلِّ ما يَجعلُهَا إلَى الأرضِ خَانِعَة,إلَى كل مَا يَجعَلُهَا إلَى السَمَاءِ مُرتَفِعَة.
وَهنَا أقتَبِسُ مِن وَصفِ الدكتُور لِهَؤلاَء:
||فأكرِم بِهِم مِن تُجاّر يَرجُونَ تِجَارَة لَن تَبُور،تِجَارَتُهُم الإيمَان والجِهَاد،وَ أسوَاقُهُم المَحَاريب وَ المَيَادين،وَ رَأسُ مَالِهِم الأيَّام وَ الأعمَار،وَ رِبحُهُم مَغفِرةٌ مِن ربِّهِم وَ جنَّات تَجرِي مِن تَحتِهَا الأنهَار||.

-غُربَاء....وَ لكِن يُعَايِشُون النَّاس:
تَناقُضٌ شَاسِع ذلِكَ الذي يَشعُرُ فيهِ الإنسَان بالغُربَة وهُوَ في قِمَّةِ تَعَايُشِهِ معَ النّاس،لَكن فيِ نَظرِِ هَذَا الجيل كَمَا يَشرَحُهُ الدكتُور،هُوَ تَوازُن كَامِل فالغُربَة غُربَة فِكر والتعَايُش تَعايُش إصلاَح.

-جيِلُ قُوة وَ عِزّة:
في هَذَا البَاب،أبرَزَ الدكتُور أنّ الغُربَة التي تَطرقَ لَهَا آنِفًا لَيسَت مُجرَّد أنيس يُعزِّي بِهِ الضعفَاءُ أنفُسَهُم،بَل هِيَ عَمليّةُ شَحن مُتكَامِل يُشحَذُ فيهِ الجيلُ المَنشُود بقُوة تُذيبُ كُل شَائبَة تَجرُأ أن تُعكِّر صَفوَ المناَبِعِ التي يَرتَشِفُهَا،وَ أقتَطِفُ هُنا بَعَضًا ممّا أبدَعَ الدكتور في اقتِفاَءِ مَلامِحِه:
||وَ مَاذَا يَملِكُ العَدُوُ الجَبّار لَهُم،وَ هُم يَدخُلُون المِحَن كَمَا يَدخُلُ الذهَبُ الأصيلُ النَّار،لاَ تَزيدُهُم المِحَنُ إلاَّ نَقَاءً وَ إيمَاناً،كَمَا لاَ تَزيدُ النارُ الذَهَبَ إلاّ صَفاَءً وَ لَمَعَاناً||...

-جيِلُ تَوَازُن واعتِدَال:
هُنا طَرَحَ الدكتور مسألَة ً جَوهَريَة في تَفَاصيلِهَا ،حسّاسَة في قُبوليّتِهَا،مُدَانَةً بَين جَاهِليهَا،ألَا وَ هِي مَسألَةُ الإعتِداَل وَ الوَسطِيَة،وَ قَد فصّلَ الدكتُور في تَوضيحِ أوجُهِ غُمُوضِهَا حتى يَجُفَّ سيلاَنُ الحِبر المتحمِّس عَلى هَذِهِ المَسألَة.

-أوّابُونَ توّابون:
بيّن الدكتُور في هَذا البَاب أنّهُ رغمَ كل الصفَات التي يَتَحلّونَ بِهَا إلاّ أن إبَر التقصير تُوخِزُ كُلَّ مَوضعٍ في أجسَادِهِم لِتُذكِّرَهُم بالوَجَع إن رَاقَهُم الرخَاء،وَ بالتوَاضُعِ إن نَالَهُم العُجب.
||لَيسُوا ملاَئكَةً مُطهَّرين،وَ لا أنبِيَاءَ مَعصُومين.إنَّهُم كَكلِّ بَني آدم خطّاءوُنَ،وَ لكنّهُم سُرعَانَ مَا يُفلِتُونَ مِن جَاذبيةِ التُرَاب،وَ يَعُودُون إلَى اللّه تَائبينَ مُستَغفِرين.شأنُ أهلِ التَقوَى.||..

-ذَلِكُم هُوَ الجيلُ المَنشُود:
وَ بَعدَ هَذا الزَخَمِ المُتَكَاثِف مِن التَفصيلاَت،وَ الإلتِقَاط المُحتَرِفِ للتَصَوُرَات،تَتَناَسَقُ المَلاَمِحُ المُبَعثَرَة ،وَ تتَلاَشى الشوائِبُ المُزيفَة،وَ يُضيفُ الدكتُور في هَذِهِ السُطُور المُتبَقيَّة آخِر اللّمسَات ،لِتَكتَمِلَ الحلَّةُ في أوضَحِ طَلعَاتِها ،وَ تُعَانِقَ عُيُوناً لَطَالَمَا افتَقَدَت الوُضُوح في زَمَن مَلفُوف بالغُمُوض...
...
...
..
وَمَعَ نَفَاذِ هَذهِ السُطُور،تَرقبتُ تَسلُّلَ بعضِ جُزيئَاتِ الرِّضى،كَكُلِّ مرَّة أفلِتُ فيهَا مِن دَائرَةِ السلبِيَّة،لكن هَذِهِ المَرَّة، لَم يَطلُع لي إلاَّ صَوتُ دقّات قَلبي وَ هِيَ تَتَخَبّطُ في ذُعر...
تُرَى كَم مَرَة سَيُلَخصُ هَذَا الكتَاب حتَّى يُجَسَّد؟؟؟؟.....[غُصَّةٌ خَانِقَة].
بقَلم:إيمان أبوحجر.
16/07/ 2010

3 التعليقات:

Fayçal يقول...

تُرَى كَم مَرَة سَيُلَخصُ هَذَا الكتَاب حتَّى يُجَسَّد؟؟؟؟.....[غُصَّةٌ خَانِقَة].

بارك الله بكم هذا الوطن.

10 أغسطس 2010 في 12:26 م
رَنيم الصّمت يقول...

بَارَكَ اللّهُ بِسَعيِكُم وَ أدَامَكُم ذُخراً لِهَذَا الوَطَن....

14 أغسطس 2010 في 3:10 ص
adnan يقول...

نعم كم مرة سيلخص هذا الكتاب وعلى كم من فكرة سيكتب وكم من يد ستنال أجر تلخيصه عشان يجسد
بارك الله فيكم ومنكم وجعلكم جيل النصرة المنشود لهذه الأمة

11 نوفمبر 2010 في 2:16 م

إرسال تعليق