الخميس، 9 ديسمبر 2010

المُتَسَـرِّبُونَ مِنَ العُـيُون.. !!


قبلَ أن أُوَاصِلَ الكِتَابة أودّ أن أعتَرِفَ لَكُم أنّ لاَ شَيء مِمّا سأسَطِّرُهُ  هُنَا بِتَُّ مُتأكِّدَةَ  مِنهُ سِوَى أن التسَرُّبَ لاَ يَحدُثُ إلاّ عِندَمَا تُسدُّ البَالُوعَةُ بِشَوَائبَ أثَقلَ مِن أن تُمتَص..

لَيسَ هُنالِكَ أمتَنُ مِن حَبلِ الصِّدق لِلتّسلُّقِ إلَى العُيُون وَ أيُّ حَبلٍ آخَر يُمَنِّي نَفسَهُ أن يَكُونَ بَديلاً  لَن يَتأخّرَ  أبداً في التّآكُل..

وَ بَعضُ الأشيَاء لِكَثرَةِ سَقَطَاتِهَا  تَفقِدُ العُيُونَ القُدرَةَ عَلىَ انتِشَالِهَا مِن جَديد..

أتَحدّثُ عَن الصِّدقِ هُنَا رَغمَ أنَنّي لَم أكُن أحَبِّذُ يَوماً أن أتحَدّثَ  كَــ"حُرّاسِ النّوَايَا" كَمَا يَستَلذُّ دَائماً أن يُطلِقَ عَلَيهم "واسيني الأعرَج" ..

 لَكن للأسَف  بَعضُ  النّوايَا صَارَت أشرَسَ مِن مُجَرّدِ رُؤيَة استَنسَخَتهَا   بَعضُ العُقُول إلَى عَقيدَة تُطَالِبُ بِتَشريعِهَا في كُلِّ العُقُول، لِذَلِكَ الحِرَاسَةُ التي تُحَاوِلُ كَبحَ الجِمَاحِ  دُونَ أن تَقطَعَ الرّؤوس-أقصِد الرِّجلَين- قَد تُوَسوِسُ في كَثير مِن الأحيَان لِضِعَافِ القَلبِ مِثلي باقتِرَافِهَا  ،وَ بالتّالي فَليدُسَّ "واسيني الأعرَج" وَ المُتهَاوُونَ عَلَى نَفسِ قِصعَتهِ  إستِيَاءَهُم لِيَحشُرُوا بِهِ ثَغرَةً  لي قَد تَكُونُ أكبَر مِن هَذِه [الحِرَاسةُ "المُسَالِمَة" لهَذا النّوعِ مِن النّوايَا]..

لَطالَمَا كَانَت تُفجِعُني "مُتَلازِمَةُ البُكم الجُزئي" التي تَعشّشت في "كروموزومات" المَخلُوقَات العَربيّة وَ التي لَم يُكتشَف إلى الآن لاَ إن كَانت نَاتِجَة عَن "حَذف- délétion " لكروموزم مَا كَمَا هُوَ الحَال بمُتَلازِمَة "مُواء القِطَط –cri du chat" أو عَن "زيَادَة –insertion" لكروموزوم ما كمَا هُو الحال بِمُتَلاَزِمَة "دَاون-down"،وَ لاَ  إن كَانَ مَصدَرُ الكروموزومات  المُعَابَة  أبوياً أو جَديّاً أو جَدَّ جديًّا...الخ

لَكِن .. !!

مَادَامت ظَاهِرَة "البُكم" لَم تَكُن مَعرُوفَةً عِندَ أجدَادِنَا بِدَليلِ أنّ الصّوت الوَحيد الذي نَفقَهُهُ الآن هُوَ صَوتُهُم وَ أنّ بَقيّةَ الأصوَات إمّا ابتَلَعتهَا "الشّرَاهَة" أو خَنَقَتهَا "أشرِطَة إعادَة سينَاريُو الخَيبَة"،وَ مَادَامَ مُصطَلَحُ " المُتَلازِمَة" لاَ يَكُونُ سَائِرَ المَفعُول إلاّ إن وُجِدَ مُتلَبِّسًا بِحِيَازَة "صِفَاتٍ وِرَاثيّة"، فإنّهُ لاَ مَجَالَ لإدَانَةِ كروموزوماتِنَا في هَذِهِ  العَاهَةٍ الجَديدَة..

لَطَالَمَا كُنتُ وَاثِقَةً مِن تَردِيدِ عِبَارَةِ "عِندَمَا يَتَوقّفُ أحَدٌ  عَن الغَضَبِ مِنكَ فَهَذَا مُؤشِّرٌ أنّكَ لَم تَعُد تَعني لَهُ شيئاً"،رُبّمَا لأنّني كُنتُ وَاثِقَةً أكثَر أنّ كُلّ غَضَبٍ وَ لا بُدَّ خَامِد بِمَا أنَّ كُلَّ حَطَبٍ وَ لابُدَّ نَافِذ، وَ رُبَّمَا لأنّني أجِدُنِي أتسَلّلُ يَوماً عَن يَوم إلى الضِفّةِ "الكَاتِمَةِ للصّوت" لَيسَ جُبناً أو طَمَعًا بَل حَاجَةٌ مُستَعجَلَةٌ لِلهَوَاء في الخلايَا المُخنُوقَةِ بِحُزمَةٍ خَيبَاتٍ تَستَمِدُّ قَبضَتَهَا مِن سَقطَاتِ مَن كَانُوا يَوماً "مُوَلِّدَات الغَضَب" عِندَنَا..

هَذِهِ الحَاجَة المُستَعجَلَةُ للتنَفُّس حَالَت دُونَ استِقرَارِ الهَوَاءِ فِي أحبَالِنَا الصّوتيّة.. !! 

رَغمَ أنّني لا أذكُرُ أنّني دَرستُ يومًا في مَادَّة "biochimie clinique" مَرَضاً يُسمّىَ "التلَيّفِ القَلبي –cirrhose cardiaque" [مَوت بَعض الأنسجة القلبية المُؤدّي لِفقدَان الشّعوربشَيء مَا] ،لَكِنَّنِي أعتَقِدُ أنّهُ قَد يَكُونُ خَامَ فَرضيَّةٍ أكثَرَ إقنَاعَا مِن فَرضيّةِ "المُتلاَزِمَة –syndrome" إن مَاثَلنَا سَببَهُ بإدمَان على بَعضِ الأشيَاء التي كُنّا نَعتَقِدُ أنّهَا مَصدَر بَهجِتِنَا فانتَهى بِنَا الحَال كـ" المُدمِن عَلى الكُحُول" الذي استيقَظَ عَلى نَشوَةٍ صَلّبَت لَهُ كَبِدَه "تَليُّف كَبِدي-cirrhose hepatique".. !!

كُنتُ أضحَك كَثيرا على جَذَتي عِندما تَصِفُ لي تَعلُّقَها بِي بِلَهجَتِهَا العَتيقَة قَائلَةً:"رَبّيت عْليكْ الكَبدَة" ،فَأجيبُهَا بِجَفاء:"مَا دَخلُ الكَبِد في القَلب ؟؟"،في ذَلِك الوَقت لَم يَسمَح لي جَهلي أن أدرِكَ أنَّ لَهُمَا نَفسُ رَدّةِ الفِعل )تَصلُّب( إزَاءَ إدمَان مَا.. !!

مُلاَحَظَة:
لِلّذينَ لَم يُصَادِفُوا قَبلَ اليَوم بَعضَ الألفَاظ المُتَسرِّبَةِ هُنَاَ،افخَروا بِحظِّكُم السّعيد وَ لا تُحبِطُوهُ بِالبَحث عَن الشّرح فَلطَالَمَا اغتَالَ شَرحُ الأشيَاء كَثيرا مِن الأشيَاء..

0 التعليقات:

إرسال تعليق