‏إظهار الرسائل ذات التسميات فِكرَةٌ لاَ أقَلّ. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فِكرَةٌ لاَ أقَلّ. إظهار كافة الرسائل

كَائِنَاتٌ بِرِجْلٍ وَاحِدَة !!




لَم تَكُنْ صُدفَةً يَوماً تِلكَ النّكَسَاتُ التِي تُحَدِّقُ بِأقدَارِنَا لِتَرْمُقَهَا بِعَجزٍ يَشُلُّ نَبَضَ أحلاَمِهَا وَ يُذكِي جَذوَةَ خَيْبَاتِهَا..

رُبّمَا لأنَّنَا أدرَكْنَا أنَّ "الوُرُودَ الأكثَرُ جَمَالاً هِيَ دَائمًا الأكْثَرُ شَوكًا "،فَآثَرنَا –كَنَتيجَةٍ حَتمِيَّة- اهْتِرَاءَ أمْجَادِنَا عَلَى اهْتِرَاءِ أصَابِعِنَا !! ..

لَكِن لِمَ لَمْ نُفَكِّر فِي إمكَانِيّة وَضعِ قُفّازٍ عَلَى الأقَل؟؟

ألَن يَكُونَ هَذَا إنقَاذاً لِكِلَيْهِمَا [ الأمجَاد وَ الأصَابِع]؟؟

كَثيرَةٌ هِيَ تِلكَ الأحَايِين التِي تُقْحِمُنَا فِي مُفْتَرَقَاتِ طُرُقٍ وَهمِيَّة لِتُبَرمِجَنَا دَائمًا عَلَى الإكتِفَاءِ بِشَيءٍ عَلَى حِسَابِ شَيْءٍ آخَر ) الدّرَاسَة عَلَى العَمَل/العَمَل عَلى الدّعوَة/الدّعْوَةُ عَلَى الأسرَة...( ، وَ كَأنَّ لاَ سَبيلَ لِلجَمْعِ بَينَهُمَا !!

هِيَ عُقُولُنَا التِي تَأبَى كَنْسَ الرُّكَامِ المُتسَكِّعِ فِي زَوَايَاهَا لِتُفْسِحَ مِسَاحَةً لِزَرْعِ قَاعِدَةٍ تَقُول:"تَخَلّينَا عَن بَعضٍ مِن أشْيَائِنَا هُوَ تَخَلٍّ عَنْ بَعضٍ مِن ذَوَاتِنَا"،وَ النُّقصَانُ فِي الكَمِّ هُنَا مُؤَكَّدٌ أنَّهُ سيُحدِثُ نُقصًانًا فِي الكَيْف.

وَ إلاّ فَأيُّ كَائِنٍ هَذَا الذي سَتُوقِفُهُ عَلَى الأرضِ – مُطَوَّلاً - رِجْلٌ وَاحِدَة ؟ !

صَحيحٌ أنَّ كُلَّ الأمُورِ تَبدُو مُمْكِنَةً لأوَّلِ وَهْلَة ،لَكِنَّنَا نَتَنَاسَى دَائمًا أنَّ الزّمَنَ مَهْوُوسٌ بِتَدوِينِ النِّهَايَاتِ أكثَر مِن البِدَايَات،وَ الرِّجْلُ الوَاحِدَة سَتُبقِي تَركِيزَنَا مُتَرَقِّبًا فَقَط لِرَطْمَةٍ مَحتُومَة، وَ لَن تَمشِي بِنَا فِي أيّ حَالٍ مِنَ الأحوَالِ إلَى نِهَايَةٍ تَستَحِقُّ التَدويِن .. !!


إقرأ المزيد

حَتـَّى لاَ نُـدمِـنَ الضّــوء....



مِسكينَةٌ هِيَ أقلاَمُنَا التي لاَ نَكُفُّ عَن تَجفيفِ عُروقِهَا فِي سَبيلِ استِخلاصِ حَرفٍ  نُنَوِّمُ بِهِ ضَمَائِرَنَا....

بَل هِيَ مِسكينَةً أكثَر عِندَمَا تُودِّعُ آخر قَطرَة مِن عُرُوقِهَا دُونَ أن يَبزُغَ أيُّ بَصيصِ حَرفٍ يَجعَلُ لِهَذَا الوَدَاعِ  طَعمًا "إنسَانيًا" على الأقَل إن لَم نَجرُأ عَلى القَولِ "رُومَنسياً " عَلى الأكثَر...

كَم هِيَ قَاسِيَةٌ تِلكَ التَّضحِيَة التي تَعجَزُ عَن مُواسَاةِ صَاحِبِهَا...

ذَلِكَ كُلُّ مَا أصبَحنَا  نُجيدُ ه  نَحنُ الذين عَقَدنَا مُنذُ مَولِدِنَا "اتِفَاقيّةِ " قُبُول غَير مَشرُوط لِكلِّ مَا تُصَادقُ عَليهِ الأضواء في مَشَاريعِهَا الهَادِفَة لاستِثمَارِ مَوَارِد النّظَر عِندَنَا..
كَيفَ لاَ وَ هي التي تَفي دَائماً بِوُعُودِهَا بإرضَاء الجَميع كلٌّ حَسَب  َنَبَاهَةِ  مَواردِه دُون أن تُقسي أحداً مِن الغِلَّة السّاطِعَة..

حتّى أنَّ أبصَارنَا تَبَرمَجَت أمَامَ هَذِهِ الرّفَاهيّة السّهلَة بأن لاَ عَالَم آخر قَد يَستَحقُّ اكتِشَافَنا خَارِجَ نِطَاقِ مَا ترسُمُهُ  هَذِهِ الإتّفَاقيّة ،وَ لاَ حَيَاةَ أخرَى يُمكِنُ أن تشُقَّ استِمرَارَهَا  في الظّل، وَ بالتَّالي لاَ استِعدَادَ لَهَا لِفَتحِ المَجَال لأيّ رَمشَة شُرُود تُوقِظُنَا مِن "جُحُوظِنَا المَذهُول"،وَ تُذكِّرنَا بأنّ الظّل الذي لَم يَحظَ يومًا بأكثر مِن تَجَاهُلِنَا  هُوَ مَن في الوَاقِعِ غَيرُ المُبَالي بِعَجزِ عُيُونِنَا عَن إبصَار مَا يُخفِيه...

لَكِن لِنَكُن واقعيين...

القَومُ الذينَ تَعَوّدُوا عَلى التصفيق كمُنعَكَس لا إرادي لأيِّ صَفعَةٍ تُدَاعِبُهُم ،وَ عَلَى التّخلِيد كَردّ فِعلٍ عَفوي لأيِّ طَعنَة تُعَانِقُهُم ، لاَ يُمكِنُ أن تُلاَمَ عُيُونُهُم إن انبَهَرت فَقَط  بالأشعّة التي تَوغّلَت بِعُنف في سَوَادِهَا ،مَا دامَت القَوَانين الرّائجَةُ هَذِهِ الأيّام لَيسَت التي تُخَاطِبُ عُقُولَ النَّاسِ بالحِكمَة بَل التي تَخلَعُهَا مِن مَكَانِهَا خَلعاً...

كُنتُ أدرِكُ أنَّ حَاسّة البَصَر" مَحدُودَةٌ" عِندَنَا لَكِنَّني لَم أكُن أدرِكُ أنّهَا مَحدُودَةٌ لِدَرجَةِ عَدَمِ قُدرَتِهَا عَلى التّمييزِ بَينَ القَوِي الذي لاَ يُهِمُّهُ تَحديقُنَا وَ الضّعيفِ الذي لَا يُجيدُ شَيئاً غَيرَ الإلتِصَاقِ بِجُفُونِنَا...

قَد يُحَاوِلُ أحَدٌ مِنّا الآن أن يَتَذَاكَى فَيَقُول:"الذي يَستَطيعُ أن يَحجِزَ مَكَانَه بِجَدَارَة فِي أفُقِ نَظَرنَا دُونَ أن يُنَازِعَهُ عَلَيهِ أحَد أحَقّ بِإعجَابِنَا مِن ذَلكَ الذي يَحيكُ مِن الغُمُوضِ سِتَاراً لِعَوَرَاتِهِ".

رُبّمَا سَيَكُونُ هَذَا الرَّأيُ مَولُودَ الجَميع مَادَامَ الجَميعُ مُؤمِنين بِمَبدَأ الإعتِرَاف فَقَط بِمَا يُشَابِهُهُم  وَ هُنَا يَتبَادَرُ سُؤال مَا جَدوَى اختِرَاعِهم لتقنيّة "إثبَاتِ الأنسَاب" مَادَامَ إيمَانُهُم لاَ يَزَالُ إلَى الآن رَاسِخاً بِأنّ كُلّ تَشَابُه لا بُدّ وأن يَكُونَ مَرئيا وَ لاَ يُمكِنُ لأي تَشَابُه أن يُخفي نَفسَهُ في جُزَيئَات لاَ تَكشِفُهَا العَينُ المُجرّدَة كــ"دي أن آي" ؟

وَ هَذَا تَنَاقُض مُتَجَلٍّ  لِاستراتيجيّةِ  إدمَانِنَا  على الأضواء سَبَقَتهُ عِدّة تَنَاقُضات أكثَرَ بديهِيّة مِنه وَ أقرَبَ تَصَوّراً كَالعَقلِ الذي سَلّمنَاهُ مَفاتيحَ حَيَاتِنَا لِيَقُودَهَا حَيثُ يَشَاء دُونَ أن يَهتَمّ حَتّى أن يَترَاءى لَنا يوماً لِيُطَمئِننَا عَلَى الأقل،أو الرّوح التي كَدّسنَا فيهَا كُلّ أشوَاقِنَا وَ قِيَمِنَا وَ أطمَاعِنَا وَ طَفرَاتِنَا دُونَ أن تَكشِفَ لَنَا يَوماً حَجم استيعَابِها..

إذَن أيُّ خَلَل هَذَا الذي يَستَطيعُ أن يُقنِعَ أبصَارَنَا  بأن لا تَقتَنِعَ إلاّ بـ "الكَائنَاتِ الضّوئيّة" دُونَ أن تُشيحَ بنَظَرِهَا أيّ احتِمَاليّة لانقِطَاعٍ مُفاجىء للتيّار..

لَكأنَّه نَفسُ الخَلَلِ الذي لاَزَالَ يُقنِعُ أحمَقاً يِأن يخشى أسداً مُقيّدا في حَديقَةِ حَيوَانَات أكثَر مِمّا يَخشَى "فَيروساً" يَعبَثُ بِجِهَازِ مَنَاعتهِ..
!!!
إقرأ المزيد

إحـتبـاَسٌ حَـضَاري


حَيرةٌ عميقةٌ تلكَ التي تعمّر في مَلامحنَا كلّما حدّقنَا بمرآة الحَياة التي يُريدُونهَا لَنَا,لَا لشَيء إلاّ ليقذفُوا أيامهَا المتغَطرسةَ فوقَ رُكَام زَمَن أَثخَنَتهُ شوَائبُ دَهر ترسبت في قَعره,و أرهَقَتهُ مصائبُ عصر طَفَت عَلَى سَطحه...






رُكامٌ كَانَ سبيلاً لأقزام كَي يترنّحٌوا طرباً لعثرَة الكبَار....
و رَغمَ شدة وطأة أنيننَا...
و رغمَ حدّة صَخَب طَرَبهم...
لـَم يرحَمنَا شيء...
حتّى الكَلمَات...
كلمَاتٌ لم تنفَك تَنهَالُ عَلينَا بصَرعاتهَا المتبجحة كل حين لتُغري عُيوناً اضمحل سحرُهَا فهَرولَت تَبحثُ عن أي بريق يُطلّ في الأفُـق..
كلماتٌ ارتَدت حُللاً بمَقاسات و موديلات مختلفَة لتكسُو عقولاً بأوزان و قامَات مُختلفَة...
فهيَ كلّما هبّت عَلينَا نفحَات تاريخ مرصّع بالمَجد لتوُقظَ غيرَة شلّت جوَانحُها طويلاً,طَلعَت علَينَا بصرعَة شتويّة جَامدة مجمِّدة تَحتَ وشَاح مُكَافحَة الإرهَاب..
و كلّمَا انهمَرَت زخات أمَل بنَصر موعُود لتَروي قيمًا قَحَطَ زرعُهَا طويلاً,طَلَعَت عَلينا بصَرعة صيفية حارة متكشّفة ببَدلة معادَاة الساميّة...
و كلّما التهبَت لَفحَات جراَح نكَأتهَا الآلاَم لتُوقدَ ناراً خَمدَ ضرَامُهَا طويلاً,هرعَت إلينا متوسلة بلبَاس حوار الحَضارات...
فهيَ دائمًا عندَ موقِع الحَدث,كاسيةً عاريةً,مائلَةً مُميلةً,لتُخدِّر عُقُولاً حاضرةً مُحتَضرَةً في صالَة عَرضِها المُزدَحمَة...
لَــكن...
عندمَا يُصبحُ صَدَى الأنين أصخَبَ بكثير من ضَجيج الصَّفير لَهَا..
و عندمَا يُذعرُ الألم العُيُون فتُشيحُ بنَظَرهَا عَنهَا ....
و عندَمَا تُحَاول دونَ جدوى ارتدَاء كل صَرعَاتها لتُعيدَ الأبصارَ خاسئةً إليهَا...
و عندَمَا يعجَز كل مصممو أزيائهَا و يَخذُلُهَا كل مَا لَديهَا...
و عندمَا تُصبحُ صَالَةُ عَرضهَا مجرّدَ كوميديَا انقَلبَ سحرُهَا عليهَا...
لن يكونَ لهَا حل آخر سوَى وضعُ
فَـــاصِل إشهَـــاري...
و أيّ فَاصلٍ سيَكُونُ أكثَرَ لبَاقةً من
الإحـتِبَاس الحَـــرَاري...
يَا لسُخريّة الكَلمَــات....
أهُوَ احتبَاسٌ حرَاري أم احتبَاسٌ حَضَاري؟؟؟...
أ هُوَ ارتفَاعُ درجَة الحَرَارَة في منَاطق معيّنة منَ الأرض؟؟؟..
أم ارتفَاعُ درجَة الحَضَارَة في منَاطق معيّنة منَ الأرض؟؟؟..
ألَم يَكُن الأجدَر بهم بدلاً من رَفع شعَار – يداً بيَد لنُنقذَ جَميعُنَا الأرض--؟؟؟..
أن يقُولُوا – يداً بيَد لنمتَلكَ وحدَنَا كل مَا في الأرض--؟؟؟..
ألَم يَكُن الأنسَبُ لَهُم بدلاً من التحذير من ذَوبَان القطب الشمالي,أن يُحذِّروا من ذَوبَان حضَارَة القُطب الشمالي؟؟...
مَن الأكثَرُ خُطُورةً لَنَا يا تـُرَى؟؟..
أتَوسّعُ مسَاحَة ثُقب الأوزُون؟؟..
أم تَوسّع مسَاحة كيَان بَني صُهيُون؟؟..
مَن الأكثَرُ و حشيّةً لَنَا يَا تُرَى؟؟..
أغَرقُ الأرض بارتفَاع منسُوب المَاء؟؟..
أم غرقُ الأرض بارتفَاع منسُوب الدمَاء؟؟..
اعذُرُونا لكن فَاصلَكُم الإشهَاري غَيرُ مقنع إطلاقاً...
فابتسَاماتُكُم التهمَتهَا أنيَابُُكُم فَلَم نعُد نَرَاهَا..
و إنسانيّتُكُم قَصَفَتهَا أطمَاعُكُم فَلَم نَعُد نَلمَحُهَا..
أمّا كلمَاتُكُم فقّد فَضَحَتهَا أوزارُكُم فَلَم نعُد نُصدّقُهَا...
و بذلكَ كفَرنَا بمَا قَلتٌم وبمَا ستقُولُون , و بمَا كتَبتُم وبمَا ستكتُبُون...
و بذلكَ آمنّا بكلماتنَا و إن لَم تُنطَق,و بكتاباَتنَا و إن لَم تُكتَب, و بمُستَقبلنَا و إن كانَ مَازالَ مُجمَّد...
إقرأ المزيد